يخفي الكثير من الناس مشاعر سلبية تجاه عملية التعلم، حيث يختزنون في لا وعيهم صورة التعليم الرسمي، يربطونها بالألم والتوتر والذل والسجن والعصا. إن افتراضاتنا المسبقة قادرة على تلوين تجربتنا الجديدة وبالتالي تساعد الافتراضات السلبية في إيجاد تجربة سلبية، والعكس بالعكس.
تخيّل آثار العبارات التالية وما توحيه إلى المتعلم:
- قد يبدو ما سأقوله صعباً ولكن لابد من أن تتعلموه.
- إن موضوعنا يحتوي عشرين بنداً لابد من تذكرها جميعها كي تنجح في تطبيقه.
- بالرغم من ضيق الوقت المتبقي ولكننا لابد أن نقوم بتعلم موضوع كذا.
- الموضوع مهم ومعقد ككل، ولهذا سنقوم بتغطيته جزءاً جزءاً.
- إذا لم تتمكنوا مما نتعلمه الآن فإنكم لن تنجحوا في الاختبار.
- لدينا في نهاية الأسبوع اختبار مهم للغاية، عادة ما يجتازه 70% فقط من المتعلمين.
- بعد أن تعودوا لعملكم، ستواجهكم بعض العوائق التي قد تمنعكم من تطبيق ما تعلمناه، إليكم بعض الطرق لمعالجتها.
وتستطيع أيضاً أن تتخيل أثر العبارات التالية على العملية التعليمية:
- ستجدون موضوع اليوم مهماً جداً لكم جميعاً.
- ستحبون موضوعنا اليوم وستتمكنون منه بسهولة.
- ستجدون موضوع اليوم سهلاً وممتعاً مثلما وجده زملاؤكم السابقون.
- إليكم بعض الفوائد من الفوائد الكثيرة التي ستحصلون عليها بعد درسنا هذا.
- بسبب أهمية الموضوع والمتعة التي ستشعرون بها لن تشعروا بالوقت الذي سيمر سريعاً أكثر مما تتخيلون.
- لدينا في الأيام القادمة لعبة مراجعة مثيرة للاهتمام، ستستمتعون وستتفاجؤون فيها بغزارة المعلومات في أذهانكم.
- بعد أن تعودوا لعملكم ستنجحون في تطبيق ما تعلمناه إن شاء الله، وإليك الحلول لبعض المواقف المثيرة التي قد تمر بها.
ماذا تقول عن دورة مدتها اثني عشر يوماً، ولمدة عشرة ساعات يومياً؟ كيف سيمر الوقت على المتعلمين؟ إليك ما قالته السيدة ريما عرب في اليوم العاشر من هذه الدورة: "لقد دربت وحضرت دورات تدريبية كثيرة، وسمعت عن دورات تدريبية كثيرة، ولكنه حدث معي شيئان اثنان في هذه الدورة لم أتوقع أن يحدثا معي أبداً، الأول: أن دورة من اثني عشر يوماً دون توقف مع دوام يومي الجمعة والسبت، ومن الساعة الثامنة صباحاً ولغاية السادسة مساءً على الأقل، لا أشعر بالتعب ولا الملل، فأنا الآن في اليوم العاشر وأنا بشوق لمعرفة ما سأتعلمه غداً؟ هذا لم يمر على قبل الآن. وبذات الوقت يُنصح في الدورات ألا يُقدم غداء ثقيلاً فيه رز ولحم وأشياء مشابهة من أجل ألا يصاب الناس بالنعاس، نحن في هذه الدورة كنا نتغدى بهذا الثقل ونعود إلى القاعات ولدينا طاقة كبيرة!! حقيقة أرى أننا كشركات ربحية كبيرة نستطيع الاستفادة كثيراً بإضافة التعلم السريع إلى التدريب." ما أستطيع قوله لك أنه يتم العمل على مبدأ لوزانوف الأول كامل اليوم الأول في الدورة، وتبقى الإيحاءات الإيجابية متواصلة كل أوقات الدورة.
الدكتور محمد ابراهيم بدرة.
دار إيلاف ترين للنشر، كتاب التعلم الطبيعي، النسخة الأولى، المؤلف الدكتور محمد ابراهيم بدرة، 2012.