لماذا التعلم السريع؟ هل له نتائج مؤكدة؟ كلما تكلمنا عن التعلم السريع في السنوات الأربعة السابقة كان السؤال الذي يُطرح بقوة وبشكل متكرر: هل هناك أبحاث، أو دراسات أو أي شيء يثبت فعالية التعلم السريع؟ وأعتقد أنك تتفق معي على ضرورة أن نحتاج إلى أدلة واقعية تثبت جدارته، وسنعرض عدة مقالات فيها أدلة من دراسات وتجارب بداية من أبحاث لوزانوف ثم روسيا ثم هنغاريا ثم الولايات المتحدة وأخيراً من دمشق والدوحة وجدة ومراكش والخرط
نغاريا – بودابست: تم إجراء اختبار على 20 طالباً من قبل رابساك في بودابست عام 1979، فقد تم تخصيص 12 طالباً لتعلم اللغة الألمانية والإنجليزية. كما أن الفقرة الأولى من تقرير النتائج الرسمي هي فقرة تستحق أن يتم اقتباسها وذكرها هنا:
"عندما قاموا بمقارنة التعليم التقليدي للغات الأجنبية مع التعلم السريع، لاحظت اللجنة حقيقة مدهشة. بعد أربعة سنوات من التعليم، استوعب طلاب الثانوية الأكثر تميزاً حوالي 2000 إلى 3000 كلمة. وكان لديهم القدرة على الاستخدام الفعال لما يقارب 1000 كلمة، مع جاهزية بطيئة للدخول في محادثة. أما الثلثين الباقيين من المفردات اللغوية التي تم تعلمها فقد كانت بمثابة مخزون سلبي من الكلمات، حيث أن الجزء الأكبر منها قد تم نسيانه بشكل سريع. بينما في أول دورة للتعليم السريع استوعب المتعلمون ما يقارب 2000 كلمة خلال 23 يوم فقط. كما استطاعوا أيضاً توظيف ما يقارب من 1200 – 1500 كلمة أثناء المحادثات التي كانوا جاهزين لإجرائها في أي وقت."
"وبعد خمسة وأربعين يوماً من انتهاء الدورة، تم إجراء فحص للمتعلمين. فعندما تم إجراء هذا الفحص على عدد قليل من الأشخاص، أظهرت النتائج انخفاض بنسبة 1 أو 2 %. على أي حال، فإن غالبية المتعلمين قد أظهروا زيادة بنسبة 2 إلى 3.5 %. وهذا مختلف كلياً عن نتائج التعليم التقليدي.(1)
النتيجة: لقد أقام مركز دبي للتعلم السريع الكثير من الدورات في التعلم السريع في السنوات الستة الأخيرة وعلى نطاق واسع، في سوريا والإمارات العربية والمملكة المغربية والسودان وقطر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وسلطنة عمان، ولقد انتشر الكثير من ممارسي التعلم السريع في التطبيق، ولقد تحدثنا مع عدد كبير منهم حول النتائج من التعلم السريع فكانت جميع آرائهم ووجهات نظرهم متشابهة: "التعلم السريع هو طريقة تعليمية ذات قيمة وأهمية عظيمة". يقول يوسف دوارة وهو مدرب بارع في مجاله: "إنه شيء عظيم أن تساعد القسم الأكبر من المتعلمين على تحقيق النتائج التي عادة ما يحققها القسم الأقل من المتعلمين والذين نطلق عليهم لقب العباقرة".
كل شخص تحدثنا إليه اعترف بالدور الرئيسي الذي قام به الدكتور لوزانوف، لكنهم كانوا متفقين بالإجماع أن التعلم السريع قد تطور بشكل أكبر وأبعد من الطرق التي تخص شخصاً واحداً بعينه. التعلم السريع هو الآن حركة، حركة يساهم بها الآن الآلاف من المعلمين المحترفين وعلماء النفس التعليمي حول العالم، وفي عالمنا العربي أيضاً. إنها نمط من التعليم الذي يستمر في التطور ولقد تميزنا في كتاب "التعلم الطبيعي – التعلم السريع" ليس فقط من أجل أن نجعلك تصل إلى "حالة من الفن والإبداع" وإنما لنجعل هذا الفن والإبداع جزءاً من حياتك الشخصية.
الدكتور محمد ابراهيم بدرة
دار إيلاف ترين للنشر، كتاب التعلم الطبيعي، النسخة الأولى، المؤلف الدكتور محمد ابراهيم بدرة، 2012.
(1) "أحد المتعلمين التحق بدورة اللغة الألمانية في الصباح وفي دورة اللغة الإنجليزية في المساء، هذا التعليم المتوازي أظهر نتائجاً ممتازة، وبشكل أفضل من بقية المتعلمين الآخرين! فبالرغم من أنه بالتأكيد لا يمكن الحكم بشكل نهائي على عينة مكونة من شخص واحد، إلا أن المختبرين استنتجوا أن "وجود حالة من الاستجابة المعززة يؤدي إلى زيادة فاعلية التعلم في الدرس التالي".