معلمون يتكلَّمون عن تجاربهم الشخصيَّة في التعلُّم السريع:
كتب الأستاذ (حمادة يسري): طوال عمري كنت أعتقد بأن الإنسان يظل طوال عمره يبحث عن الحقيقة وراء كل شيء، ونحن نعيش ونموت ولمّا ننته من البحث، لكن هناك دائماً حقيقة يتوصَّل إليها البعض ألا وهي أن العلم قائم على التجربة، ومن خلال تجربتي مع التعلُّم تعرضت في أحد الأيام في الجامعة إلى الطرد من القاعة لمجرد أن الرأي الذي قلته لم يوافق رأي الدكتور المُدرِّس وكانت تلك التجربة أولى تجاربي مع الديمقراطيَّة التي نمارسها في عالمنا العربي، ومنذ ذلك اليوم قرَّرت أن أكون معلماً وأن أحاول أن أحدث تغييراً في المُتعلِّمين نحو الأفضل نحو أفق نتقبل فيه الآخر مهما كانت درجة مخالفته لنا.
من هنا أميل إلى طريقة المجموعات الديمقراطيَّة في التدريس وهي أن تختار كل مجموعة من الصف أحد موضوعات أو عناوين الدرس وتعمل عليه بإبلاغ مُسبَق وتكون رأياً حوله وتقدم الأسانيد والدلائل عليه ويحق للمجموعات الأخرى الإعتراض والمناقشة وأحياناً تقديم وجهة نظر أخرى وتنظم المجموعات كالآتي:
- توزيع طلاب الصف على مجموعات تتراوح بين (3-6) طلاب ويعتمد ذلك على الوسائل المتوافرة والوقت.
- تعيين رئيس لكل مجموعة.
- تكون المجموعات على شكل حلقات.
- أن يُكلَّفَ كل طالب إنجاز مهمة معينة في مجموعته.
- بدء التنفيذ.
- استخلاص النتائج من كل مجموعة.
- ويكون دور المُعلِّم هنا توجيه التلاميذ إلى العمل بصورة صحيحة.
أسلوب العمل
- تحديد الموضوع أو المشكلة في إطار الدرس وهو حق امتياز للمجموعة.
- تحليل الموضوع أو المشكلة.
- الوصول إلى بعض النتائج وتحديد المعوقات.
- وضع حلول وتقديم مقترحات.
مثال على ذلك مشكلة الزيادة السكانية: وتلك المشكلة بحثت فيها مجموعتان وتناظرتا فيها وتوصَّلت المجموعة الأولى إلى أن الزيادة السكانية تؤدي إلى تأخر التنميَّة مثال (مصر)، أما المجموعة الأخرى فتوصَّلت إلى أن الزيادة السكانية من عوامل التنميَّة مثال (البرازيل)، وفي آخر الأمر توصلتا إلى أن كليهما صحيح فالزيادة السكانية لو لم توظف في التنميَّة فستؤدي إلى التراجع والعكس صحيح.
وبذلك يتوصَّل الطلاب إلى المعلومة بأنفسهم في جو من المنافسة وكأنهم في مجلس الشعب، فالهدف في نهاية الأمر تربيتهم على الشورى والتعاون وتقبل الأخر وكل ذلك من الأسس التي أكد عليها الإسلام بل كل الرسالات السماوية. قديما قالوا رأيي صحيح يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. والسلام عليكم وإلى لقاء قريب.
المُتعلِّم دائماً: (حمادة يسري شلبي عبد الحميد خليل) مُدرِّس اجتماعيات. مدرسة حمزة بن عبد المطلب الإعدادية المستقلة للبنين، الدوحة.